فصل: تفسير الآية رقم (67):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: محاسن التأويل



.تفسير الآية رقم (66):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَلَوْ أَنّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مّا فَعَلُوهُ إِلاّ قَلِيلٌ مّنْهُمْ وَلَوْ أَنّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لّهُمْ وَأَشَدّ تَثْبِيتاً} [66].
{وَلَوْ أَنّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مّا فَعَلُوهُ إِلاّ قَلِيلٌ مّنْهُمْ} قال الرازيّ: اعلم أن هذه الآية متصلة بما تقدم من أمر المنافقين وترغيبهم في الإخلاص وترك النفاق، والمعنى: إنا لو شدّدنا التكليف على الناس، نحو أن نأمرهم بالقتل والخروج عن الأوطان، لصعب ذلك عليهم، ولما فعله إلا الأقلون، وحينئذ يظهر كفرهم وعنادهم، فلما لم نفعل ذلك، رحمة منا على عبادنا، بل اكتفينا بتكليفهم في الأمور السهلة، فليقبلوها بالإخلاص، وليتركوا التمرد والعناد، حتى ينالوا خير الدارين. انتهى.
ونقله فيما بعد عن ابن عباس، وعليه فمرجع الضمير في {عَلَيْهِمْ} إلى المنافقين، وثمة وجه آخر، وهو عوده إلى الناس كافة، ويكون المراد بـ القليل المؤمنين، وأما الضمير في قوله: {وَلَوْ أَنّهُمْ فَعَلُواْ} فهو مختص بالمنافقين، ولا يبعد أن يكون أول الآية عاماً وآخرها خاصاً، قرره الرازيّ، روى ابن جريج بسنده إلى أبي إسحاق السبيعي قال: لما نزلت: {وَلَوْ أَنّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ} الآية، قال رجل: لو أمرنا لفعلنا، والحمد لله الذي عافانا، فبلغ ذلك النبي صَلّى اللهُ عليّه وسلّم فقال: «إن من أمتي لرجالاً، الإيمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي»، ورواه ابن أبي حاتم نحوه، وأسند عن السديّ قال: افتخر ثابت بن قيس بن شماس ورجل من اليهود، فقال اليهودي: والله! لقد كتب الله علينا القتل فقتلنا أنفسنا، فقال ثابت: والله! لو كتب علينا أن اقتلوا أنفسكم لفعلنا، فنزلت الآية، وأسند أيضاً عن عامر بن عبد الله بن الزبير أن هذه الآية لما نزلت قال رسول الله صَلّى اللهُ عليّه وسلّم: «لو نزلت لكان ابن أم عبد منهم»، وأسند أيضاً عن شريح بن عبيد قال: لما تلا رسول الله صَلّى اللهُ عليّه وسلّم هذه الآية، أشار بيده إلى عبد الله بن رواحة فقال: لو أن الله كتب ذلك، لكان هذا من أولئك القليل.
تنبيهات:
الأول: قال بعض المفسرين: أراد حقيقة القتل والخروج من الديار، وقيل: أراد التعرض للقتل بالجهاد، وأراد الهجرة بالخروج من الديار، والمعنى: لو أمر المنافقون، كما أمر المؤمنون، ما فعلوه. انتهى.
والقول الثاني بعيد، لأنه لا يعدل عن الحقيقة إلا لضرورة، ولمنافاته للآثار المذكور الصريحة في الأول.
الثاني: الضمير في {فعلوه} للمكتوب الشامل للقتل والخروج، لدلالة {كتبنا} عليه، أو هو عائد على أحد مصدري الفعلين، قال الخفاجي: وللعطف بـ: {أو} لزم توحيد الضمير. انتهى.
أقول: ذكر الشيخ خالد في التصريح أن إفراد الضمير في العطف بـ: {أو} رأي البصريين، والتثنيةُ رأي الكوفيين، فأفاد جواز الوجهين، قال محشيه العلامة يس: الذي نص عليه ابن مالك أن {أو} التي للشك والإبهام يفرد بعدها الضمير، والتي للتنويع يطابق، نحو قوله تعالى: {إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا} [النساء: من الآية 135]، ونص على ذلك ابن هشام في المغني في بحث الجملة المعترضة، فقال- في قوله تعالى: {إِن يَكُنْ غَنِيّا أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا}-: الظاهر أن الجواب: فالله أولى بهما، ولا يرد ذلك تثنية للضمير كما قد توهموا، لأن {أو} هنا للتنويع، حكمها حكم الواو في وجوب المطابقة، نص عليه الأبدي وهو الحق. انتهى.
وبه يعلم أن ما اشتهر من أنه إذا ذكر متعاطفان بـ: {أو} فإنه يعاد الضمير إلى أحدهما- ليس على عمومه.
الثالث: قرأ ابن عامر {قليلاً} بالنصب على الاستثناء، والباقون بالرفع بدلاً من الضمير المرفوع: {وَلَوْ أَنّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ} أي: من متابعة الرسول صَلّى اللهُ عليّه وسلّم وطاعته والانقياد لما يحكم به ظاهراً وباطناً، وسميت أوامر الله ونواهيه مواعظ، لاقترانها بالوعد والوعيد: {لَكَانَ} أي: فعلهم ذلك: {خَيْراً لّهُمْ} في عاجلهم: {وَأَشَدّ تَثْبِيتاً} أي: لإيمانهم، وأبعد من الاضطراب.

.تفسير الآية رقم (67):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَإِذاً لّآتَيْنَاهُم مّن لّدُنّا أَجْراً عَظِيماً} [67].
{وَإِذاً لّآتَيْنَاهُم مّن لّدُنّا} أي: من عندنا.
{أَجْراً} أي: ثواباً: {عَظِيماً} يعني الجنة.

.تفسير الآية رقم (68):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مّسْتَقِيماً} [68].
{وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مّسْتَقِيماً} أي: لثبتناهم في الدنيا على دين قويم نرتضيه، وهو الإسلام، ثم بين تعالى فضل الطاعة وأن ثمرتها مرافقة أقرب عَبَّاد الله إلى الله وأرفعهم درجات عنده، فقال:

.تفسير الآية رقم (69):

القول في تأويل قوله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مّنَ النّبِيّينَ وَالصّدّيقِينَ وَالشّهَدَاء وَالصّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} [69].
{وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم} ولم يذكر المنعَم به إشعاراً بقصور العبارة عن تفصيله وبيانه.
{مّنَ النّبِيّينَ} الذين أنبأهم الله أكمل الاعتقادات والأحكام، وأمرهم بإنبائها الخلق، كلّاً بمقدار استعداده.
{وَالصّدّيقِينَ} جميع صديق، وهو المبالغ في صدق ظاهره بالمعاملة، وباطنه بالمراقبة، أو الذي يصدق قوله بفعله كذا في المدارك.
قال الرازيّ: للمفسرين في الصديق وجوه:
الأول: أن كل من صدق بكل الدين لا يتخالجه فيه شك فهو صديق، والدليل قوله تعالى: {وَالّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصّدّيقُون} [الحديد: من الآية 19].
الثاني: قال قولهم: الصديقون أفاضل أصحاب النبي صَلّى اللهُ عليّه وسلّم.
الثالث: أن الصديق اسم لمن سبق إلى تصديق الرسول عليه الصلاة والسلام.
فصار في ذلك قدوة لسائر الناس، وإذا كان الأمر كذلك، كان أبو بكر الصديق رَضِي اللّهُ عَنْهُ أولى الخلق بهذا الوصف، ثم جوّد الرازيّ الكلام في سبقه رَضِي اللّهُ عَنْهُ إلى التصديق، وفي كونه صار قدوة للناس في ذلك، فانظره.
{وَالشّهَدَاء} الذين استشهدوا في سبيل الله تعالى.
{وَالصّالِحِينَ} الذين صلحت أحوالهم وحسنت أعمالهم.
{وَحَسُنَ أُولَئِكَ} إشارة إلى النبيين والصديقين وما بعدهما.
{رَفِيقاً} يعني في الجنة، والرفيق الصاحب، سمي رفيقاً لارتفاقك به وبصحبته، وإنما وحدّ الرفيق وهو صفة الجمع، لأن العرب تعبر به عن الواحد والجمع، كالصديق والخليط، والجملة تذييل مقرر لما قبله، مؤكد للترغيب والتشويق.
قال الزمخشريّ: فيه معنى التعجب، كأنه قيل: وما أحسن أولئك رفيقاً! ولاستقلاله بمعنى التعجب قرئ {وحسْن} بسكون السين.
تنبيهات:
الأول: قال الرازيّ: ليس المراد بكون من أطاع الله وأطاع الرسول مع النبيين والصديقين.... إلخ- كون الكل في درجة واحدة، لأن هذا يقتضي التسوية في الدرجة بين الفاضل والمفضول، وأنه لا يجوز، بل المراد كونهم في الجنة بحيث يتمكن كل واحد منهم من رؤية الآخر، وإن بعد المكان، لأن الحجاب إذا زال شاهد بعضهم بعضاً، وإذا أرادوا الزيادة قدروا عليه، فهذا هو المراد من هذه المعية.
الثاني: دلت الآية على أنه لا مرتبة بعد النبوة في الفضل والعلم إلا هذا الوصف، وهو كون الإِنسَاْن صديقاً، ولذا أينما ذكر في القرآن الصديق والنبي لم يجعل بينهما واسطة.
كما قال تعالى في وصف إسماعيل: {إِنّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ} [مريم: من الآية 54]، وفي صفة إدريس: {إِنّهُ كَانَ صِدّيقاً نَبِيّاً} [مريم: من الآية 56]، وقال في هذه الآية: {مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ} يعني إنك إن ترقيت من الصديقية وصلت إلى النبوة، وإن نزلت من النبوة وصلت إلى الصديقية، ولا متوسط بينهما، وقال في آية أخرى: {وَالّذِي جَاءَ بِالصّدْقِ وَصَدّقَ بِهِ} [الزمر: من الآية 33]، فلم يجعل بينهما واسطة، وكما دلت هذه الدلائل على نفي الواسطة، فقد وفق الله هذه الأمة الموصوفة بأنها خير أمة، حتى جعلوا الإمام بعد الرسول عليه الصلاة والسلام أبا بكر، على سبيل الإجماع، ولما توفي رضوان الله عليه دفنوه إلى جنب رسول الله صَلّى اللهُ عليّه وسلّم، وما ذاك إلا أن الله تعالى رفع الواسطة بين النبيين والصديقين في هذه الآية، لا جرم ارتفعت الواسطة بينهما في الوجوه التي عددناها، أفاده الرازيّ.
الثالث: روى الطبري في سبب نزولها عن سعيد بن جبير قال: جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله صَلّى اللهُ عليّه وسلّم وهو محزون، فقال له النبي صَلّى اللهُ عليّه وسلّم: «يا فلان! ما لي أراك محزوناً!» فقال: يا نبي الله! شيء فكرت فيه، فقال: ما هو! قال نحن نغدو عليك ونروح ننظر إلى وجهك ونجالسك، غداً ترفع مع النبيين فلا نصل إليك، فلم يرد النبي صَلّى اللهُ عليّه وسلّم شيئاً، فأتاه جبريل بهذه الآية: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرّسُولَ} إلخ، فبعث النبي صَلّى اللهُ عليّه وسلّم فبشره، وقد روي هذا الأثر مرسلاً عن مسروق وعن عِكْرِمَة وعامر الشعبي وقتادة وعن الربيع بن أنس، وهو من أحسنها سنداً: قال الطبري: حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع قال في هذه الآية: إن أصحاب النبي صَلّى اللهُ عليّه وسلّم قالوا: قد علمنا أن النبي صَلّى اللهُ عليّه وسلّم له فضله على من آمن به في درجات الجنة، ممن اتبعه وصدقه، فكيف لهم إذا اجتمعوا في الجنة أن يرى بعضهم بعضاً؟ فأنزل الله في ذلك هذه الآية، فقال رسول الله صَلّى اللهُ عليّه وسلّم: «إِنَّ الْأَعْلَيْنَ يَنْحَدِرُونَ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَل مِنْهُمْ، فَيَجْتَمِعُونَ فِي رِيَاضها فَيَذْكُرُونَ مَا أَنْعَمَ اللَّه عَلَيْهِمْ وَيُثْنُونَ عَلَيْهِ وَيَنْزِل لَهُمْ أَهْل الدَّرَجَات فَيَسْعَوْنَ عَلَيْهِمْ بِمَا يَشْتَهُونَ وَمَا يَدْعُونَ بِهِ فَهُمْ فِي رَوْضَة يُحْبَرُونَ وَيَتَنَعَّمُونَ فِيهِ».
ورواه ابن مردويه من وجه آخر مرفوعاً عن عائشة، قالت: جاء رجل إلى النبي صَلّى اللهُ عليّه وسلّم فقال: يا رسول الله! إنك لأحب إليّ من نفسي وأحب إلي من أهلي وأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك، فما أصبر حتى آتيك، فانظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك، إذا دخلت الجنة، رفعت مع النبيين، وإن دخلت الجنة خشيت أن لا أراك، فلم يرد النبي صَلّى اللهُ عليّه وسلّم حتى نزلت عليه: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ} الآية، وهكذا رواه الحافظ أبو عبد الله المقدسي في كتابه في صفة الجنة بإسناد قال فيه: لا أرى به بأساً.
الرابع: روي في السنة في معنى هذه الآية أخبار وافرة، منها: في صحيح مسلم عن ربيعة بن كعب الأسلمي أنه قال: كنت أبيت مع رسول الله صَلّى اللهُ عليّه وسلّم، فأتيته بوضوء وحاجته فقال لي: سل: فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة فقال: أو غير ذلك؟
قلت: هو ذاك، قال: «فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسك بِكَثْرَةِ السُّجُود».
ومنها في مسند الإمام أحمد عن عَمْرو بن مرة الجُهَنِي: قال: جاء رجل إلى النبي صَلّى اللهُ عليّه وسلّم فقال: يا رسول الله! شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وصليت الخمس وأديت زكاة مالي، وصمت شهر رمضان، فقال رسول الله صَلّى اللهُ عليّه وسلّم: «مَنْ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ كَانَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء يَوْم الْقِيَامَة هَكَذَا- وَنَصَبَ أُصْبُعَيْهِ- مَا لَمْ يَعُقّ وَالِدَيْهِ».
قال ابن كثير: تفرد به أحمد، ومنها ما رواه الإمام أحمد أيضاً عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أن رسول الله صَلّى اللهُ عليّه وسلّم قال: «مَنْ قَرَأَ أَلْف آيَة فِي سَبِيل اللَّه تبارك وتعالى كُتِبَ يَوْم الْقِيَامَة مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً»، إن شاء الله تعالى.
ومنها ما رواه الترمذيّ عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صَلّى اللهُ عليّه وسلّم: «التَّاجِر الصَّدُوق الْأَمِين مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء».
قال ابن كثير: وأعظم من هذا كله بشارة، ما ثبت في الصحيح والمسانيد وغيرهما من طرق متواترة عن جماعة من الصحابة أن رسول الله صَلّى اللهُ عليّه وسلّم سئل عن الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم؟ فقال: «الْمَرْء مَعَ مَنْ أَحَبّ».
قال أنس: فما فرح المسلمون فرحهم بهذا الحديث.
وفي رواية عن أنس أنه قال: إِنِّي لَأُحِبّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُحِبّ أَبَا بَكْر وَعُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا وَأَرْجُو أَنَّ اللَّه يَبْعَثنِي مَعَهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَل كَعَمَلِهِمْ.
وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صَلّى اللهُ عليّه وسلّم: «إِنَّ أَهْل الْجَنَّة لَيَتَرَاءَوْنَ أَهْل الْغُرَف مِنْ فَوْقهمْ كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَب الدُّرِّيّ الْغَابِر فِي الْأُفُق مِنْ الْمَشْرِق أَوْ الْمَغْرِب لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنهمْ»، قالوا: يا رسول الله! تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم، قال: «بَلَى وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ رِجَال آمَنُوا بِاَللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ»، أخرجها في الصحيحين من حديث الإمام مالك، واللفظ لمسلم، وقوله تعالى: